المشروع يتضمن آثار لعصور قديمة من آلاف السنيين
(شروق) تنجز المرحلة الأولى من “مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية” وتفتح نافذة سياحية على تاريخ مئات الألاف من الأعوام
تتضمن افتتاح مركز للآثار وتدشين الأنشطة السياحية والترفيهية
المشروع سيستقطب استثمارات تقدر بـ 250 مليون درهم خلال السنوات المقبلة
الشارقة، 24 يناير 2016
كشفت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، خلال مؤتمر صحفي أقيم في فندق شيراتون شاطىء الشارقة صباح أمس (الأحد)، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، عن تفاصيل إنجاز المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، الذي تقوم الهيئة بتطويره بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، وإدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والذي سيشكل محطة جذب سياحي جديدة على مستوى الدولة والمنطقة.
ويعتبر مشروع مليحة أحد أهم المشاريع السياحية الأثرية في دولة الإمارات، حيث تم إنشاءه في محيط مواقع أثرية متنوعة تم اكتشافها هناك، ويعود تاريخها إلى عصور قديمة متعددة، ومنها ما يزيد عمرها عن مئات الالآف من الأعوام.
وتحدث في المؤتمر الصحفي إلى جانب الشيخة بدور القاسمي، كل من المهندس خالد بن بطي المهيري، مدير دائرة التخطيط والمساحة، وسعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لـ (شروق)، ود. صباح جاسم، مدير إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام، وحضر المؤتمر كل من سعادة طارق سعيد علاي، مدير مركز الشارقة الإعلامي والسيد إبراهيم عبدالرحمن الجروان مساعد مديرمركز الشارقة لعلوم الفضاء الفلك، والسيد أحمد بن نهيلة، مدير فرع دائرة التخطيط والمساحة في المنطقة الوسطى وعدد من مسؤولي الهيئات والمؤسسات المعنية، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خلال كلمة لها في المؤتمر “تعتَبر مليحة ذاكرةَ الشَّارقة الحيَّة، وتراثُها التاريخي الذي نعتَّز به في الشارقة وفي الامارات العربية المتحدة، والذي نعتبره جزءاً لا يتجزَّأُ من مستقبلنا ومستقبل الأجيال الصاعدة وإحدى الركائز الأساسية في حضارة دولتنا وثقافتها، ويأتي إطلاقُ هذا المركزِ في سياق الاستفادة من الإِرث التَّاريخي لإمارة الشَّارقة والتَّرويج له، لكَي يصبح عامل جذب يعزز القطاع السياحي بالإمارة، كما يعكسُ حرص قيادتنا وجهودها في الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخيِ للإمارة”.
وأضافت “إن التراث التاريخي لمليحة كما هو بالنسبة لأي موقع أثري في العالم…يعتمد في بقائه ليس على الترميم والعناية الهندسية فقط بل أيضاً على اهتمامِ الناس وشغفهم لاكتشاف كنوز دولتهم والتَّعرُّف على شموخ وعظمة تاريخهم… وعلى جهودهم في زرع هذه القيم في أولادهم وبناتِهم من أجل الحفاظ على الهوية الإماراتية وضمان استمرارها وتَطورِها، ولذلكَ نحنُ في (شروق)، وبالتعاونِ مع إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والتي تقوم بجهد كبيرٍفي رعاية هذا الصرح التاريخيِ الهام، سنعمل من خلال هذا المركز على زيادة أعداد الزائرين وتثقيفهم بمختلف الوسائل وتحفيزهم على الاهتمام بحكاية مليحه التي تَروي قصةَ حضارة ضربَت بجذورها في عمق التاريخ… إلى قبل حوالي سبعة آلاف سنة”
واستعرض سعادة مروان بن جاسم السركال تفاصيل المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، والذي سيتم افتتاحه رسمياً من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوم الأربعاء القادم، وأكد أن تطوير المشروع يأتي ضمن إهتمامات وحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على تطوير المنطقتين الوسطى والشرقية، وأيضاً في إطار إلتزام (شروق) بتنفيذ مشاريع تطويرية وسياحية نوعية ومتميزة، وتعزيز البنية التحتية والتسهيلات المتاحة أمام المستثمرين، بهدف تنمية الإمارة، اجتماعياً وثقافياً وبيئياً واقتصادياً، والمساهمة في تحقيق رؤية الشارقة السياحية 2021، التي أطلقتها دائرة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة.
وقال السركال: “يشكل هذا المشروع الذي يتم تنفيذه بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، نقطة ارتكاز جديدة ضمن رؤية واستراتيجية (شروق) لتعزيز التأثير الإيجابي للمشاريع التنموية على المجتمع والاقتصاد والبيئة، عبر استقطاب الاستثمارات للمنطقتين الوسطى والشرقية، وتوفير فرص عمل للمقيمين فيهما، وأيضاً إبراز المقومات السياحية والتاريخية للشارقة ودولة الإمارات، والتعريف بالتراث الأثري والثقافي الغني للمنطقة، كما سيساهم المشروع في جذب الزوار المحبين للحياة الطبيعية والمناطق الأثرية إلى إمارة الشارقة”.
وأشار إلى أن منطقة مليحة تحظى بإهتمام كبير من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي أمر منذ سنوات بحماية المنطقة وما تتضمنه من مواقع أثرية والعمل على اكتشاف المزيد منها وترميمها، منوهاً إلى أن المنطقة التي أقيم عليها مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية كانت في قديم العصور مستقرة تحت سطح البحر، ومع تعاقب الحقب والسنين نراها على ما هي عليه الآن وما تتضمنه من جماليات طبيعية في قلب الصحراء بعيدة عن الحياة العصرية، وأن ما تم اكتشافه وما يتم العمل عليه حالياً ضمن المشروع سيؤهل المنطقة لتكون عاملاً رئيسياً في تطوير وإنعاش السياحة الأثرية والتاريخية على مستوى الدولة والمنطقة.
وكشف السركال أن المرحلة الأولى ستتضمن افتتاح “مركز مليحة للآثار”، الذي تم إنشائه ضمن مبنى صمم بطريقة مميزة يتيح للزوار التجول داخله والإطلاع على مكوناته بطريقة سهلة وممتعة وتفاعلية، كما تم تصميم المبنى للاستفادة منه من الداخل والخارج. وسيتضمن المركز من الداخل، اكتشافات أثرية للعرض، وعروض تثقيفية عن الحقائق التاريخية للمنطقة، ومقهى وردهات للجلوس، إلى جانب شاشات تفاعلية تعرض أفلاماً وثائقية عن تاريخ مليحة، ولافتات إرشادية بتفاصيل المنطقة، ومتجر خاص بالعلامة التجارية (أنا أحب الشارقة)، إضافة إلى مرافق خدمية، ومكاتب إدارية.
وأوضح أن المركز سيشكل نقطة البداية والإنطلاق للزوار في مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، وسيوفر المركز مرشدين سياحيين متخصصين لتقديم معلومات وافية عن المشروع قبل انطلاق الزوار في جولة لاستكشاف المنطقة.
وحول المرافق والمكونات الإضافية للمشروع بين المدير التنفيذي لـ (شروق) أن المشروع سيضم مجموعة من المواقع الأثرية وهي ضريح أم النار، ووادي الكهوف، وقلعة مليحة، والمقابر التاريخية للجِمال والخيول، وبيت المزرعة (بجانب موقع المقابر الأثرية)، وبيت المزرعة ذو المطبخ، وقصر مليحة في فترة ما قبل الإسلام، وغرف الدفن.
وعن التنوع الطبيعي للمنطقة المقام عليها مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية قال السركال “يتضمن المشروع تضاريس طبيعية متنوعة، كالجبال، والصحراء، وأيضاً هنالك تنوع كبير ونادر في النباتات في تلك المنطقة، ونقوم حالياً بمجموعة من الدراسات والأبحاث مع الهيئات المعنية لتوفير الاحتياجات والسبل لزيادة الكم النباتي التي تمتاز به المنطقة وحمايته، كما تتميز المنطقة بطبيعة الحياة البرية فيها حيث تعتبر موطناً لأنواع نادرة من الطيور والثعالب والزواحف، ونعمل حالياً مع عدد من المؤسسات العلمية والبحثية لتنظيم جولات وبرامج تعليمية ضمن منطقة المشروع”.
وتوقع السركال أن يجذب المشروع الآلاف من الزوار، لا سيما محبي الطبيعة والآثار، إلى الشارقة، لتعريفهم بتاريخها العريق والغني، وتناول في العرض ما ستقدمه (شروق) ضمن المشروع من أنشطة وفعاليات ترفيهية لزيادة جاذبيته السياحية، ومن ضمنها مغامرات الأدريناليين التي ستتضمن تجربة دراجات الكثبان الرملية، ومغامرة استكشاف بالمظلات، كما سيكون المشروع وجهة لمحبي المغامرات الصحرواية، لخوض تجربة التسلّق إلى قمة صخرة الأحفور، وجولات في وادي الكهوف، وصخرة الجمل، كما أوضح إلى أن المشروع سيوفر مجموعة من الرياضات الاستكشافية مثل مخيم صراع البقاء، وجولات ركوب الخيل، ورحلات استكشاف على الأقدام، وأخرى على الدراجات الهوائية، وتجربة مخيم الأسرّة المعلقة، كما سيوفر باقات زيارات مخصصة لمحبي الآثار، وأخرى لطلبة الجامعات”.